مرحبا بقرائنا الكرام

السلام عليكم .نتمنى من خلال هذا العرض ان تستفيدو وتفيدوا.كما نتمنى النجاح لأعزائنا الطلبة في شهادة البكالوريا وفي الحياة الدراسية بعدها.






زملائي اساتذة الفلسفة ، أعزائي طلبة



البكالوريا مرحبا بكم لاثراء هذا الموقع











24‏/12‏/2013

بكالوريا 2013

بكالوريا دورة جوان 2013


الشعبة آداب وفلسفة

اختر موضوعا واحدا فقط :

المواضيع

الموضوع الأول :

هل التكيف مع الواقع يتحقق بالعادة أم بالإرادة ؟

الموضوع الثاني :

قيل : " إن الحقيقة نسبية " . أثبت صحة هذه المقولة .

الموضوع الثالث :

النص :

" ... إن الإدراك يثير عدة أسئلة محيرة تجعل منه مشكلة . حين نقوم بعملية إدراك حسي فماذا ندرك ؟ هل ندرك الأشياء و الآخرين بطريق مباشر غير استخدام الحواس ، أم أن ما ندركه مباشرة ليست الأشياء و الآخرين و إنما ما سماه بعض الفلاسفة أفكارا أو صورا ذهنية أو انطباعات حسية ؟ فإن أخذنا بالقول الثاني لزم القول أننا ندرك العالم من حولنا بطريق غير مباشر و بالاستدلال . لكن ذلك يعارض وجهة نظر الرجل العادي ، و كأننا نرى و نلمس و نتذوق أفكارا ونتحدث إلى أفكار ، لا أشياء ، بل تصبح الأفكار ستارا صلبا يحول بيننا وبين عالم الواقع من حولنا .و سوف يترتب على هذا الخلاف بين الفلاسفة على موضوع الإدراك أن نتساءل عما إذا كان الإدراك يحقق لنا ذاتية في المعرفة لا موضوعية فيها ، أم أن الإدراك يعطينا معرفة موضوعية كما هو مألوف للرجل العادي ، ذلك لأن الأفكار تتعلق بالذات و تختلف باختلاف الذوات ، بينما حين ندرك شيئا أمامنا نحكم باتفاقنا فيما ندرك ، و ينشأ عن مشكلة الذاتية و الموضوعية في الإدراك الحسي مشكلة أخرى في أذهان بعض الفلاسفة و هي التمييز بين الظاهر و الحقيقة في موضوع هذا الإدراك ، لأن من ينادي بأن الأفكار أو المعطيات هي الموضوع المباشر للإدراك يرى أننا ندرك من الأشياء ظواهرها فقط و تبقى حقائقها خفية علينا ، بينما من ينادي بالإدراك المباشر للأشياء لا يعترف بذلك التمييز بين الظاهر و الحقيقة " .

د/محمود زيدان ، نظرية المعرفة ص : 82

المطلوب : أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص .





25‏/01‏/2013

بكالوريا 2012 مع التصحيح النموذجي

                               بكالوريا دورة جوان 2012



                                                                شعبة آداب وفلسفة



اختر موضوعا واحدا فقط :

                                                                      المواضيع

الموضوع الأول :

هل يفسر الإبداع برده إلى العوامل النفسية أم الاجتماعية ؟

الموضوع الثاني :

" الديمقراطية تعبير عن إرادة الشعب ". دافع عن صحة هذه الأطروحة.
الموضوع الثالث : النص :

"...لقد وُجه للبيولوجيين في أوائل القرن 19 نقدٌ عندما أعلن الرافضون أن أسلوب التجريب العلمي ، الذي من شأنه التدخل في تركيب العضوية الحية ، لا يمكن أن يؤدي إلى معلومات صحيحة عن الكائن ككل . و نادوا بتخلي العلوم البيولوجية عن طموحها فلا تحاول تطبيق المنهج التجريبي المعتمد في علوم المادة الجامدة .

هذا الرفض لم ينل من عزيمة البيولوجيين في القرن 19 ، فتجارب كلود برنارد تتميز بالاستخدام الواسع لهذا المنهج ، وعلوم الفيزيولوجيا التجريبية ، إن هو في الواقع إلا استخدام منظم لهذا الأسلوب العلمي .

و كانت ثمار جهودهم متمثلة فيما أعطته لنا العلوم الطبية و الزراعية و غيرها من العلوم البيولوجية التطبيقية ، في أشكالها الحديثة . كما أن هذا الرفض لم ينل من عزيمة البيولوجيين المعاصرين ( البيولوجيا الجزئية ) ، فكان أن جَنَيْنَا ثمار جهودهم باقترابنا يوما بعد يوم من تفسير العمليات الحيوية و معرفة أسرارها . و النجاح العلمي بدوره يحرزه تطبيق النتائج التي حصلنا عليها بفضل النماذج التجريبية دليل على صحة هذه النتائج . و نضرب مثلا لهذا النجاح في تحضير مركب الأنسولين ، فهو من أحدث ثمار تطبيق هذا المنهج السائد في العلوم التجريبية اليوم " .

                                                                                                                   حسن كامل عواض

                                                                                                               "شفرة الحياة " بتصرف .

الـمطلوب : أكتب مقالة فلسفية تعالج فيها مضمون النص .


          التصحيح النموذجي لمواضيع بكالوريا دورة جوان 2012


                                                                   الموضوع الأول :

هل يفسر الإبداع برده إلى العوامل النفسية أم الاجتماعية ؟

                                                                 الطـريقة : جدلية .

طرح المشكلة:

إن الإبداع في اصطلاح الفلاسفة له عدة معان أهمها تأسيس الشيء عن الشيء أي تأليف شيء جديد من عناصر موجودة سابقا مثلما هو الحال في الفنون و العلوم ، و مما لا شك فيه أن ظاهرة الإبداع ترتبط بدور الفرد من خلال فعالية تخيله في تصور النقائص التي بإدراكها تحصل فكرة الإبداع ، ومن ثمة فإن الإبداع ينشأ في ذهن إنسان له فرديته الخاصة و شخصيته المميزة باستعداداته و قدراته الفطرية و المكتسبة . فإذا كان الإبداع إجراء يرتبط بشخصية الفرد فهل الشروط الذاتية وحدها كافية لحصول عملية الإبداع ؟ بمعنى آخر إذا كان من المؤكد أن الشروط النفسية تؤثر في عملية الاختراع. فهل يمكن رد هذه العملية إلى هذه الشروط وحدها ؟

الأطـروحة: الإبداع يعود إلى تأثير العوامل النفسية:

ينظر بعض الفلاسفة و العلماء إلى الإبداع على أنه ظاهرة خاصة توجد لدى بعض الأفراد دون غيرهم . لأن الأحوال النفسية و العقلية من ميول و رغبات ومواهب هي التي تدفع بالفرد إلى الإبداع بدليل أن العباقرة يمتازون بخصائص نفسية و عقلية تمكنهم من تجاوز ما يعجز عنة الآخرون . فقد حلل "فرويد" ظاهرة الإبداع حيث رأى أن الإبداع ناتج عن تلك الرغبات المكبوتة في عالم اللاشعور تريد أن تندفع في إطار خيالي، فكثيرا ما تكون العقد النفسية عاملا للتفوق والنجاح والتميز فالشخص المريض الذي يشعر بنقص تتولد لديه عقد و هذا ما يدفعه إلى الإبداع في مجالات عدة.بردها إلى الأعمال اللاشعورية فالعمل المبدع في نظره تعبير عن الرغبات المكبوتة التي تتحقق عن طريق الخيال بمعنى أن معظم عناصر تخيلاتنا تتجمع في اللاشعور، وتختزن الصورة المبدعة في الذهن ثم تنبثق دفعة واحدة في شكل الهام ، حيث يقول "نيوتن" في هذا الصدد : "و إنني لأضع بحثي نصب عيني دائما و انتظر حتى يلمح الإشراق الأول علي شيئا فشيئا لينقلب إلى نور جلي ". كما يقول "بوانكاري" : " أن الحظ يحالف النفس المهيأة " . فالإبداع يعود إلى عوامل نفسية حيث يرى "برغسون" أن الإبداع ناتج عن قوة الشعور عند الشخص فالعاطفة القوية في الشخص تولد شعرا أو رسما أو موسيقى ، أو مسرحا ، كما يرى أن الإبداع ناتج عن عامل الحرية و الإرادة حيث يقول : " أن العظماء الذين يتخيلون الفروض و الأبطال و القديسين الذين يبدعون المفاهيم الأخلاقية ، لا يبدعونها في حالة جمود الدم ، و إنما يبدعون في جو حماسي و تيار ديناميكي تتلاحم فيه الأفكار ". إذ أن الكثير من الناس تجدهم مقلدين لغيرهم فقط بينما نجد قليل منهم من يشعر بالحرية والإرادة في الإبداع فيزيد إبداعه ويتخلص من تبعة الآخرين و يتميز عنهم ، كما أن للإلهام والحالات الانفعالية دور أساسي في الإبداع وتاريخ العلم و الأدب حافل بالأمثلة :

- فالشاعر الانجليزي " كولريدج " (1772-1834) استيقظ ذات ليلة في حالة انفعال شديدة فقال رائعته الشهيرة " كوبلان خان kubla khan " التي بدأها باسترسال كبير ولم يتوقف إلا عند البيت الـ54 .

- و كان " ابن سينا " كثيرا ما يتوصل إلى حل مسائل صعبة في النوم أو الصلاة .

- أما الرياضي الفرنسي " بوانكاري " (1854-1912) فكان كثيرا ما يجد الحلول للمسائل الرياضية بطريقة عفوية عندما يكون بعيدا عن مكتبته ، إما في الشارع أو في السوق . و هي أدلة تدل على أن لعملية الإبداع أصول نفسية .

نـقد ومـناقـشة : حقيقة أن الإبداع تجسيد لما يختلج في النفس من معان و صور ، إذ لا يمكن إنكار دور الذات في عملية الإبداع. و لكن الذات تتأثر بالمحيط الاجتماعي فلا إبداع من العدم مما يعني حاجة الذات إلى الشروط الاجتماعية الملائمة. نقـيض الأطـروحة: الإبداع يعود إلى تأثير العوامل الاجتماعية .

ينظر بعض الفلاسفة والعلماء إلى الإبداع على أنه ظاهرة اجتماعية كون المبدع يستمد مادة إبداعه من المجتمع مما يجعل الإبداع له ارتباط وثيق بالحياة العامة وخاصة الاجتماعية ، فالحاجة الاجتماعية ومتطلباتها هي التي تدفع الإنسان إلى الإبداع و لذا يقال : " الحاجة أم الاختراع " ، بمعنى أن الحاجة تعتبر مشكلة اجتماعية تتطلب حلا و هو ما يدفع بالمبدع إلى التفكير . و هكذا يكون نشاط المبدع عبارة عن ظاهرة اجتماعية ، في نظر " دوركايم " الذي يرى أن الإبداع مهما تعددت مجالاته تتحكم فيه شروط اجتماعية . فالمبدع سواء كان فنانا أو عالما لا يبدع لنفسه و إنما يبدع وفق ما يحتاج إليه المجتمع و حسب ما يسمح به المجتمع... فالمجتمعات تبارك الإبداعات العلمية الموجهة لأغراض سلمية وتعاقب أو تذم الإبداع العلمي الموجه إلى أغراض حربية . و هذا يبين أن المبدع يوجه إبداعه إلى معالجة المشاكل التي تعترض مجتمعه ، و لعل هذا ما قصده " ريبو " بقوله : " مهما كان الإبداع فرديا فإنه يحتوي على نصيب اجتماعي " . و هي آراء تدل على أن المبدع يستقي مادته الإبداعية من الواقع الاجتماعي الذي يعيشه . و حججهم في ذلك أن : الإبداع في أي مجال من المجالات يعبر عن حاجة المجتمع ، فالشخص إنما يبدع شيئا ما عندما يكون المجتمع في أمس الحاجة إليه كاختراع المصباح ، واكتشاف الضغط الجوي من طرف "طورشيللي " الذي كان بفعل حاجة الفلاحين لسقي الأراضي المرتفعة ، لذا قيل : " الحاجة أم الاختراع " .

كما أن الشخص المبدع لم يصنع نفسه و إنما صنعه المجتمع فهو من أهله وعلمه و كوَنه ليصبح مبدعا في ظل وجود مناخ أو محيط خارجي يسمح بظهور هذه الكفاءات الموجودة في الفرد. و يربط " تين " بين الإبداع و المجتمع فيقول : " إن كل أثر فني إنما ينتج عن تأثير العرف و البيئة و الزمن " . إضافة أن التحفيز المادي و المعنوي له دور كبير في التأثير على عملية الإبداع ، فالمجتمع يميز الإنسان المتفوق عن غيره و يعتبره نموذجا يجب الاقتداء به حتى يبعث روح المنافسة في غيره ، لذا فان عامل التحفيز و التشجيع يساعد على عملية الإبداع و هو من عمل المجتمع . و على العموم فالإبداع تفرضه الحاجة الاجتماعية .

نـقد و منـاقشة : حقيقة ظاهرة الإبداع تعود إلى الحوافز الاجتماعية و طبيعة الواقع الاجتماعي ، و لكن رغم توفر الشروط الاجتماعية الملائمة و وجود الحاجة الدافعة للإبداع ، إلا أنه لا يمكن لكل أفراد المجتمع أن يبدعوا، و هذا يدل على تدخل عوامل و شروط أخرى مرتبطة بالذات المبدعة .

التـركـيب: الإبداع يعود إلى تأثير العوامل الذاتية والاجتماعية معا :

إن الإبداع يعود بالدرجة الأولى إلى حيوية المبدع و ما يتمتع به من خصائص نفسية و عقلية كتظافر الوظائف النفسية من ذكاء ، و تخيل ، و ذاكرة . وتوفر الميول الكافية من رغبات وآمال، بالإضافة إلى تمتع صاحب الإبداع بنوع من الحس المبدع الخاص كما أن المبدع يستمد عناصر إبداعه من المجتمع ، فالوسط الاجتماعي الملائم من حاجات و ظروف و أفكار تطور علمي و ثقافي حافز على الإبداع . فظهور جل القوانين العلمية في أوروبا لا غير دليل على دور البيئة الاجتماعية .

حل المشكلة:

إن الإبداع ليس مجرد إلهام مفاجئ يحظى به بعض الأفراد في المجتمع ، بل هو ظاهرة فردية تضرب بأعماق جذورها في الحياة الاجتماعية التي منها يأخذ المبدع مادته ، فالإبداع يستمد حيويته من ميول الفرد و يستمد مادته من حاجة المجتمع ، و عليه فالإبداع يكون بالتكامل بين الشروط الاجتماعية و الشروط الذاتية .

                                                                الموضوع الثاني :

" الديمقراطية تعبير عن إرادة الشعب ". دافع عن صحة هذه الأطروحة.

                                                            الطـريقة: استـقصاء بالـوضع

المطلوب الدفاع عن رأي يبدو غير سليم:

تتنوع أنظمة الحكم وتختلف باختلاف مصدر السلطة، لكن أفضل نظام عرفه الإنسان هو الذي يستمد سيادته من إرادة متعالية أو من إرادة الحاكم المستبد ، ويعبر عن سيادته (الحكم الفردي المطلق) و يعكس إرادة الحاكم ، لكن هناك من يرى إن نظام الحكم هو نتاج الإدارة العامة ، و هو ما يجسد النظام الديمقراطي ، فكيف يمكن الدفاع عن الأطروحة القائلة: بان الديمقراطية تعبير عن إرادة الشعب ؟

عرض منطق الأطروحة:

إن الحكم والسلطة ضرورة فرضتها طبيعة البشر واندماجهم في الحياة الاجتماعية، وقد عرف تاريخ الإنسان أنماطا متعددة من أنظمة الحكم لم تحقق الغاية من وجودها ، و عاش الإنسان في ظلها جحيما لا يطاق نتيجة الاستبداد و القهر المسلطين عليه ، ولم يقف مكتوف اليدين إزاء هذا الوضع بل ناضل و كافح من أجل استعادة مكانته وقيمته إلى أن صار هو مصدر السلطة . فأصبح الشعب يحكم نفسه بنفسه من خلال تبنيه للديمقراطية كنظام سياسي يستمد فيه السلطة من إرادة الشعب .

تدعيم الأطروحة بحجج شخصية:

فإذا نظرنا إلى الديمقراطية بنوعيها سياسية ( ليبرالية ) كانت أو اجتماعية ( اشتراكية ) نجدها تقوم أولا على الإرادة الشعبية ، و تجسدها ميدانا . و تتيح للأفراد فرصة المشاركة في الحكم من خلال مجالس مختلفة و ممارسة الرقابة على المسؤولين الذين فوضهم الشعب لإدارة شؤونه ، وتضمن للأفراد الحرية بمختلف أنواعها و المساواة القائمة على الكفاءة والاستحقاق ، و يرى " جون جاك روسو " في العصر الحديث أن الإنسان خير بطبعه ، لكن المجتمع والحضارة أفسدا طبيعته الخيرة ، و ظهر ما يسمى بمفاسد المجتمع ، و لإصلاح هذه المفاسد وجب على أفراد المجتمع التعاقد فيما بينهم ، و التنازل عن بعض حقوقهم فقط مقابل حقوق أخرى ، و هذا التنازل يكون لصالح الأمة ، أو ما يسميه " روسو" بـ " الإرادة العامة la volonte generale" و التي تتمثل فيما تقره وتريده الأغلبية الساحقة من أفراد الأمة ، و هذا التعاقد يكون طوعيا و مدة الحكم وفق ما تحدده الإرادة العامة لأفراد المجتمع ، و إرادة الشعب هي في نهاية المطاف القانون الذي يجب الخضوع له و إطاعته . إذ يمكن حصر المبررات التي تجعل الديمقراطية أفضل نظام سياسي يعبر عن ارادة الشعب فيما يلي :

1/ المبررات السياسية : كانتخاب المحكومين للحاكم ، و الفصل بين السلطات الثلاث : التشريعية و التنفيذية و القضائية . و التداول على السلطة : أي حق الفرد في المشاركة في الحكم . و حرية الصحافة ، و إبداء الرأي ، و إنشاء الأحزاب و الجمعيات...الخ . و هذا ما يعكس المساواة بين المواطنين .

2/ المبررات الاجتماعية : كمحاربة الاستغلال ، و تكافؤ الفرص و تحقيق العدالة الاجتماعية ، و إشباع الحاجات الأساسية .

عرض خصوم الأطروحة ونقدهم:

في حين هناك من يرى بأن نظام الحكم الفردي بمختلف أشكاله (ملكي أو ديكتاتوري) هو أفضل نظام سياسي لأن الذي يتولى فيه الحكم هو فرد واحد بعينه ، إما ملك أو ديكتاتور أو زعيم . حيث يرى "هوبز" أنه نتيجة الفوضى التي كانت سائدة في المرحلة الطبيعية ( قانون الغاب ) فكر الأفراد في تأسيس دولة بالتنازل عن كل حقوقهم إلى حاكم قوي يرد عليهم المظالم و يوفر لهم الحماية و الاستقرار ، كما يتجلى ذلك الحكم الملكي في فرنسا زمن لويس14 الذي قال : " الدولة هي أنا " ، و كذا انجلترا ، المغرب...أو في الديكتاتوريات الحديثة و المعاصرة مثل نازية " هتلر " ، و فاشية " بينوتشي " في الشيلي . لكن نظام الحكم الفردي يستعمل طرق وأساليب تتنافى مع حقوق الإنسان كقمع الحريات الأساسية ، و منع النشاطات السياسية المعادية للنظام القائم قصد الحفاظ على امتيازات الحكام دون مراعاة مصالح و حقوق الشعب . كما أن الخصوم لا يميزون بين مبادئ الديمقراطية و تطبيقها في الواقع ، فرغم النقائص الموجودة في الديمقراطية إلا أنها أحسن من الحكم الفردي .

التأكيد على مشروعية الدفاع:

من خلال تحليلنا المؤسس نخلص إلى أن اعتبار الديمقراطية تعبير عن إرادة الشعب ليس له أساسا واحدا بل عدة أسس ، و تكامل هذه الأسس هو الذي يحقق الغاية من الحكم الجماعي ، و المتمثلة في تجسيد إرادة الشعب و ضمان تفتح أفراده ، و بهذا فالنظام الذي يستمد سيادته من إرادة الشعب هو أفضل نظام سياسي ، و بهذا فأطروحتنا سليمة وصحيحة و لا سبيل لرفضها .


                                                              الموضوع الثالث : النص :

طرح المشكلة :

يعد المنهج التجريبي مقياس العلمية والموضوعية ، و نظراية والموضوعية ، و نظرا للنجاح الذي حققه هذا المنهج في علوم المادة الجامدة ، سعت علوم المادة الحية إلى تطبيقه . فما مدى إمكانية ذلك ؟ وهل يمكن استخدام هذا المنهج استخداما صارما يضمن لنا الحصول على نتائج دقيقة ؟ و هل يمكن للبيولوجيا أن تنجح في تطبيق المنهج التجريبي مثلما نجحت في علوم المادة الجامدة ؟ وهل بإمكانها أن تتجاوز العوائق التي تعترضها في تطبيق المنهج التجريبي ؟.

محاولة حل المشكلة :

تحديد موقف صاحب النص : يعتقد صاحب النص أن البيولوجية نجحت في تطبيق المنهج التجريبي وتجاوز الاعتراضات التي وجهها الخصوم ضدها .

الحجج صاحب النص : ولتبرير موقفه اعتمد على تجارب كلود برنارد الشهيرة التي تثبت إمكانية التجريب على الكائنات الحية ، حيث يرى "كلود برنارد" (1813-1878) أنه ينبغي لعلم البيولوجيا أن يستخدم المنهج التجريبي الذي هو أساس منهج العلوم الفيزيائية والكيميائية، وفي هذا يقول: "يجب على علم البيولوجيا أن يأخذ من العلوم الفيزيائية الكيميائية المنهج التجريبي لكن مع الاحتفاظ بحوادثه الخاصة وقوانينه الخاصة". وقد أقام تجربته الشهيرة على الأرانب التي استنتج بعد ملاحظته وتجربته على خاصية بولها أن جميع الحيوانات إذا ما فرغت بطونها من الغذاء تغذت من مدخراتها .

إضافة إلى النتائج المخبرية المحققة في مجال العلوم التطبيقية ( الطبية ، الزراعية.. ) ، فقد صحح " باستور " فكرة النشوء العفوي للجراثيم ، وأثبت أن منشأها الهواء المحمل بالبكتيريا ، وبفضل طريقتي التلازم في الحضور، و التلازم في الغياب استطاع أن يحارب مرض الجمرة الخبيثة الذي كان يصيب الشياه ، حيث أخذ مجموعتين ونقل المرض إلى إحداهما وطعم الأخرى بلقاح مضاد مكنها من مقاومة المرض في حين هلكت الأخرى .

كما أن تقدم التقنية اليوم جعل الملاحظة على الظواهر البيولوجية لا تختلف كثيرا عن الملاحظة في المادة الجامدة خاصة اختراع أجهزة الكشف الداخلي الايكوغرافي (echographie) و جهاز السكانير (scaner) . هذه النتائج و غيرها هي التي تفسر تطور علم البيولوجيا ، حيث أصبح التجريب في المادة الحية و المادة الجامدة لا يختلف إلا من حيث الدقة لأن المبدأ أصبح واحدا ، ألا و هو ضرورة التجريب لتفسير الظواهر .

مناقشة الموقف : لا يمكن إنكار لا يمكن إنكار التطور الذي أحرزته العلوم البيولوجية مستفيدة من تطور التقنية ، إلا أن نتائج البيولوجيا لا تضاهي ما بلغته نتائج الفيزياء من دقة وذلك لوجود صعوبات مازالت مطروحة أمام البيولوجيين ، فالتشريح مثلا مازال لا يرغب فيه إما لأسباب أخلاقية وإما لأسباب دينية . كما أن الملاحظة رغم إمكانيتها فهي لا تبلغ درجة الدقة الموجودة في المادة الجامدة نظرا لتشابك وتعقيد المادة الحية ذاتها.

-تأسيس الرأي الشخصي و تبريره : إن جهود علماء البيولوجيا مكنت المادة الحية من استخدام التجريب ، لكن طبيعتها وارتباطها بالأبعاد الأخلاقية جعل التجريب نسبيا .

حل المشكلة :

إذن فالتجريب ممكن في البيولوجيا ولكن في حدود تقتضيها طبيعة المادة الحية، و خصائصها و القوانين التي تحكمها .




المجتهد في الفلسفة للسنة الثانية والثالثة اداب وفلسفة